علق العميد المتقاعد محمد رمال على اطلاق الجيش اللبناني النار على المسيرات الاسرائيلية في العديسة يوم أمس، موضحاً أن "الجيش اللبناني لديه أوامر مباشرة للتصدي لأي خرق اسرائيلي سواء في البحر او البر أو الجو وعندما تكون الوسائط الدفاعية عنده قادرة على التصدي وعلى اعاقة مهمات طائرات او أي قوة متحركة".
وفي حديث تلفزيوني، أوضح رمال أن "هذا التصدي ليس مرتبطا بما حدث في الضاحية الجنوبية، فالمواقع العسكرية لديها هذه الاوامر دون الرجوع إلى القيادة وأيا كان موقع الخرق في منطقة 1701 اوخارجها فالجيش معني بالدفاع عن كل شبر من الاراضي اللبنانية"، معتبراً أن "التحليق الاسرائيلي يندرج في اطار الاستفزاز وشحن الاجواء وهذا التحليق ليس مستغربا والعدو الاسرائيلي يعلم ان ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة هي التي ألحقت به الهزيمة عام 2006 وهي قادرة على الحاق الهزائم به في اي مغامرة قد يقدم عليها في المستقبل".
ولفت إلى أن "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يحاول ان يغير قواعد الاشتباك عبر محاولة جر لبنان إلى مواجهة عسكرية او ردة فعل تعيد طرح ملف القرار 1701 على البحث متسفيدا من الاجواء الاقليمية والدولية وهذه الاعتداءات والخروقات بتنا نترقبها قبيل أي انتخابات اسرائيلية من زاوية أن التمادي في الاعتداءات يجير انتخابيل لصالح الجهة الاكثر تطرفا في اسرائيل".
وأشار إلى أنه "لم تتوقف الاعتداءات لا برا ولا بحرا ولا جوا ولكن وتيرتها تتصاعد مع تصاعد الحملات الانتخابية في اسرائيل والاسرائيلي منزعج من ما بدأ التداول به حول اتصالات غير مباشرة أميركية ايرانية ونذكر ما كانت ردة فعل اسرائيل عندما أبرمت إدارة الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما الاتفاق النووي مع ايران وكيف جهدت اسرائيل إلى تأهيب الراي العالم العالمي والدول الاجنبية وبعض الدول العربية ضد هذا الاتفاق".
واعتبر رمال أن "نتانياهو يحاول اليوم أن يعيق ما يحكى عن هذا الاتفاق ويواصل توتير الاجواء إما باجبار الاميركي عند حصول أي مواجهة في المنطقة على التراجع عن فتح أي حوار مع ايران لانه في ظل المواجهة العسكرية سيقف الاميركي بجانب اسرائيل والامر الثاني محاول اسرائيل فرض نفسها كشريك في التسوية المرتقبة التي يحكى عنها كجهة لا تقل تأثيرا عن الجهات الاخرى وستعمل اسرائيل بكل جهدها لافشال أي تقارب أميركي ايراني لانها تعتبره أنه ليس في مصلحتها".
وأكد "إننا لا نستبعد شيئا مع العقلية الاسرائيلية التي اعتدنا عليها والتي تسعى إلى توتير الاجواء وتأتي النتائج في غير صالح اسرائيل والمزيد من الخسائر للحيش واحباط الشعب ونتانياهو في أي مغامرة سيقوم بها ستكون بمثابة انتحار هذه المرة"، مشدداً على أن "المطلوب لبنانيا هو حوار وطني جامع لاقرار الاستراتيجية الدفاعية الامر الذي يتطلب توافر شروط عدة أولها التوافق على المبادئ الوطنية الجامعة، البناء على نقاط القوة التي يمتلكها لبنان التي أثبتت انها قادرة على حماية البلاد وضمان أمنه وسيادته أي ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة لاننه للاسف بعد اعتداء الاحد بدانا نسمع كلاما من هنا وهناك والشرط الآخر هو أنه على المسؤولين الانسجام مع روحية البيان الوزاري عند اقرار الاستراتيجية وان نقر بحجم التحديات والاخطار التي تواجه لبنان في سيادته واستقراره".